منتدى كنيسه الشهيد العظيم مارمينا العجائبي بطنطا
اهلا بيك فى منتدى كنيسة مارمينا العجائبي بطنطا

انت لسه ما انضمتش لينا

يرجى التسجيل



ادارة منتدى مارمينا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى كنيسه الشهيد العظيم مارمينا العجائبي بطنطا
اهلا بيك فى منتدى كنيسة مارمينا العجائبي بطنطا

انت لسه ما انضمتش لينا

يرجى التسجيل



ادارة منتدى مارمينا
منتدى كنيسه الشهيد العظيم مارمينا العجائبي بطنطا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سفر عزرا

اذهب الى الأسفل

تفسير سفر عزرا Empty تفسير سفر عزرا

مُساهمة من طرف katty الأحد يوليو 24, 2011 1:16 pm

تفسير سفر عزرا كل يوم هحط تفسير اصحاح منه




الاصحاح الاول :-









عزرا 1-6
تقدم لنا الأصحاحات الستة الأولى صورة عن الأحداث ابتداء من العودة من السبي من بابل (عز ا) وتنتهي بإصلاح الهيكل (عز 6).
العودة البدائية في بدء حكم كورش حيث استولى على بابل، كانت تحت قيادة شيشبصر "رئيس يهوذا" (1: Cool، غالبًا هو نفسه زرُبابل الأمير الملكي، ومعه يشوع الكاهن. وقام داريوس الملك الفارسي فيما بعد بمساندتهما على إتمام إعادة بناء الهيكل.
ما ورد في هذه الأصحاحات كان مدعمًا بمستندات، فذُكرت أسماء الأشخاص والأماكن والتواريخ والتقدمات والمراسيم الملكية مثل مرسوم كورش، والمراسلات بين رجال الدولة في غرب نهر الفرات والأباطرة الفارسيين.
غطت هذه الأصحاحات فترة حوالي 22 سنة، من سنة 538 ق.م (مرسوم كورش) إلى تدشين الهيكل عام 516 ق.م، وإن كان الكاتب قد تجاهل الإشارة إلى جوانب كثيرة من الحياة خلال العودة والإصلاح.


الجالس على العرش


يحرك العروش والقلوب

يبدأ السفر بإبراز عمل الله لأجل شعبه، أو بالكشف عن يد الله الصالحة التي تعمل المستحيلات. فينبه روح كورش ملك فارس ليطلق نداء في كل مملكته كما بالكتابة بالسماح بعودة اليهود المسبيين إلى وطنهم. كما نبه الرب الكهنة واللاويين ورؤساء الشعب من يهوذا وبنيامين ليعدوا أنفسهم للعودة، وإن كان الله لم يُلزم أحدًا بالعودة قسرًا.
تنبأ إرميا أن الرجوع من السبي البابلي يتحقق بعد 70 عامًا (إر 25: 12؛ 29: 10).
عندما فتح كورش بابل التقى به دانيال النبي وقدم له نبوات إشعياء وإرميا، فاهتز قلب الملك أن ما يحدث معه قد أُعلن لليهود منذ قرنين، وأن إله السماء دفع إليه ممالك الأرض، ودعاه مسيح الرب. هنا يقدم الملك الوثني المستعمر ما يستحيل توقعه منه:
1. آمن بإله السماء (وإن كان قد حسبه أحد الآلهة).
2. حث الوثني الكهنة والشعب للتحرك والعودة.
3. قدم آنية بيت الرب التي استولى عليها نبوخذنصر، ولم يقم ملوك بابل طوال عشرات السنين بصبها تماثيل لآلهتهم. يا للعجب روح الله يحرك الملك الوثني ويقيم قادة قديسين ويحرك قلوب الكهنة والشعب، بل ويحرك الشعب الوثني لتقديم هبات لإقامة هيكل إله السماء في أورشليم! هذا عمل الله ضابط التاريخ في حياة الكنيسة، كما في حياة كل مؤمن يتكئ على صدره! إنه يقدم لنا ما يبدو لنا مستحيلاً!
يسجل لنا الأصحاح الأول منشور الرجوع من السبي في السنة التي فيها غلب كورش بابل. نلاحظ أمانة الله الذي سمح بالتأديب إلى حين لأجل الإصلاح.
تظهر بعض النقوش المعاصرة لهذا الحدث أن كورش سمح لأممٍ أخرى أن ترجع إلى وطنها ومعها أصنامها. وإذ لم يكن لليهود أصنام يتعبدون لها لكي يأخذوها معهم عند عودتهم، أُعطيت لهم الأواني المقدسة التي للهيكل (1: 7؛ دا 5: 2).
كان يمكن لأي إنسان أن يعود، لكن لم يفعل الكل هكذا. فقد استقر البعض في بابل وازدهرت حياتهم، بينما كانت الحياة في اليهودية قاسية. ففضلوا أن يدفعوا الآخرين للرجوع بتقديم تبرعات لبناء بين الرب، دون أن يرجعوا.
1. تحقيق الوعد الإلهي 1-4.
2. الرب ينبه روح الشعب 5-6.
3.عودة آنية بيت الرب 7-11.


1. تحقيق الوعد الإلهي

جاءت فاتحة هذا السفر تطابق خاتمة سفر أخبار الأيام الثاني (2 أي 36: 22-23). إذ لم يرد كاتب سفر أخبار الأيام الثاني أن يختم السفر بأحداث مؤلمة ومرة، وإنما أراد تأكيد أن الله لا ينسى شعبه حتى وإن طالت مدة التأديب. لقد سبق فوعد الله بأرميا النبي أن السبي لن يدوم أكثر من 70 عامًا (إر 25: 12؛ 29: 11). وجاء سفرا عزرا ونحميا يسجلان تحقيق هذا الوعد الإلهي حرفيًا وبدقة.
سبق أن وهب الله دانيال فهمًا للأحداث وتعَّرف مدة السبعين عامًا، فانسكب في صلاة بتذلل يعترف بخطاياه وخطايا شعبه التي سببت هذا السبي: "أنا دانيال فهمت من الكتب عدد السنين التي كانت عنها كلمة الرب إلى إرميا النبي لكمالة سبعين سنة على خراب أورشليم. فوجهت وجهي إلى الله السيد طالبًا بالصلاة والتضرعات بالصوم والمُسح والرماد، وصليت إلى الرب إلهي واعترفت وقلت..." (دا 9: 2-4).
وَفِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ،
عِنْدَ تَمَامِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا،
نَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ،
فَأَطْلَقَ نِدَاءً فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ وَبِالْكِتَابَةِ أَيْضًا قَائِلاً: [1]
لا تعني السنة الأولى من ملكه في فارس (إيران)، بل السنة الأولى من ملكه على بابل؛ أي سنة 538 ق.م. لأنه لم يكن له سلطان على بابل (العراق) المدينة العظيمة، ولم يتخيل أحد إن فارس تحتل بابل، لأن نبوخذنصر اعتبر نفسه ملك الأرض كلها، وفارس كانت دُوَيلة صغيرة.
على خلاف ملوك بابل الذين كانوا يجدون مسرتهم في إذلال الشعوب المسبية، فكانوا يحملون آلهتها إلى بابل ويقيموها كأنصبة تذكارية، كنوعٍ من الإعلان عن عجزها وهزيمتها، وكافتخار لبابل غالبة الشعوب كان ملوك مادي وفارس، خاصة كورش، يحترمون الآلهة، كما يحترمون الشعوب ما دامت تدفع الجزية وتخضع لهم سياسيًا.
إذ قدم دانيال النبي النبوات لكورش، معلنًا له أن نصرته من قبل الرب، وأن ما تم سبق فتنبأ عنه الأنبياء، إلا أن عزرا يرى اليد الخفية العاملة في قلب كورش، فيقول: "نبه الرب روح كورش ملك فارس"، وكما يقول سليمان الحكيم: "قلب الملك في يد الرب، كجداول مياه حيثما شاء يميله" (أم 21: 1). الله الذي سمح لنبوخذنصر بالاستيلاء على أورشليم وهدم الهيكل وسبي الشعب لتأديب إسرائيل، هو الذي تكلم في قلب كورش ليصدر أمره بالعودة لمن يشاء، وبناء المدينة والهيكل. يقول دانيال النبي: "الذي له الحكمة والجبروت، وهو يغير الأوقات والأزمنة، ويعزل ملوكًا وينصب ملوكًا" (دا 2: 20-21). كما يقول الحكيم: "للهدم وقت، وللبناء وقت" (جا 3: 3), فقد سبق فكان وقت للهدم، والآن جاء الوقت المناسب للبناء.

بعث الملك نداءً في كل مملكة، يعلن عن رغبته في بناء بيت الرب في أورشليم، شفاهًا وكتابة. كما احتفظ بنسخة من هذا المنشور في سجلات الدولة الرسمية، هذه التي ظهرت قيمتها بعد في أيام داريوس الملك (عز 6: 1).
كورش: وُلد في عيلام سنة 590 ق.م، وملك في عيلام سنة 558، وفتح مادي سنة 549، وفارس سنة 548، ولود سنة 540، وبابل سنة 538، ولأن فارس كانت أهم أجزاء مملكته لُقب "ملك فارس"، وكان من أفضل الملوك القدماء في أخلاقه، كما في اقتداره في الحروب، وعُرف بسماحنه الدينية.
هل آمن كورش بإله إسرائيل؟
لا نعجب من أن كورش ينسب نفسه للرب إله السماء، فإن كان قد عرف أنه توجد نبوة منذ حوالي قرنين بأن يبني لله إله السماء بيتًا في أورشليم (إش 44: 28 ، 45: 1)، فلا يعني هذا أنه قبل الإيمان بالله الواحد، إنما كان يحترم جميع الديانات والآلهة. لذلك أصدر مراسيم مكتوبة لشعوب كثيرة خاضعة له كي يردوا الآلهة إلى بلادها في كرامة. وقد وجد بين حفريات هورمزد راسام Hormuzd Rassam لبابل سنة 1879- 1882 قطعة من الطين على شكل برميل، منقوش عليها مرسوم مشابه لما ورد هنا[7].
"وَبِالْكِتَابَةِ أَيْضًا": أصدر منشورًا مكتوبًا كوثيقة قانونية تُحفظ في سجلات الحكومة.
70 سنة السبي: يرىالبعضبدأ السبي في السنة الرابعة ليهواقيم ملك يهوذا أي سنة 605 ق.م، وجاء النداء بالعودة إلى أورشليم عام 538، فتكون مدة السبي حوالي 70 عامًا. ويرى البعض أن سبي يهوذا تحقق بالكامل سنة 568 ق.م حيث تهدم لهيكل وأعيد بناؤه سنة 516 ق.م، فتكون مدة السبي 70 عامًا تمامًا.
هَكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ:
جَمِيعُ مَمَالِكِ الأَرْضِ دَفَعَهَا لِي الرَّبُّ إِلَهُ السَّمَاءِ،
وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا فِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا [2].
يرى يوسيفوس المؤرخ اليهودي أن دانيال أطلع كورش على ما ورد في سفر إشعياء عن مجيء كورش ليبني بيت الرب ويطلق المسبيين (إش 45: 13). شعر كورش أن ما بلغه من نجاح هو من قبل الله، وليس بقدرته الشخصية، وشعر بالالتزام والمسئولية في تحقيق رسالته.
يرى إشعياء النبي في عودة الشعب من بابل خروجًا ثانياً، إذ قيل: "اخرجوا من بابل، اهربوا من أرض الكلدانيين، بصوت الترنم أخبروا نادوا بهذا، شيعوه إلى أقصى الأرض، قولوا قد فدى الرب عبده يعقوب" (إش 48: 20). كان كورش رمزًا للسيد المسيح الذي أرسله الآب ليبني كنيسة الله، بيته.
امتدت مملكة فارس في أيام كورش، فكانت تضم إثيوبيا جنوبًا، وقبرص ومصر غربًا، وتسيطر على الماديين والفارسيين والأرمن والسريان والآشوريين والعرب والكبادوك وسكان فيرجينا وليديا وفينيقية والهند وكيلكيا وشعوب أخرى كثيرة[8].
ما يجب ملاحظته أن الأسفار التي وردت بعد السبي غالبًا ما تلقب الله "إله السماء" بينما التي سبقت السبي غالبًا ما تدعوه: "رب الجنود"[9].
يرى البعض أن الله تدخل عن طريق رؤيا أو حلم لتأكيد أن ما حدَّثه عنه دانيال من نبوات إنما هو من الله إله السماء.
يشعر المؤمن أنه بالحق قد صار ملكًا صاحب سلطان، ليس لعدو الخير أن يقتحم أعماقه. وأمام هذه العطية الإلهية يلتزم أن يبني لله بيتًا في قلبه، أورشليم الداخلية، بعمل روح الله القدوس. يقول الرسول: "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم، لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو" (1 كو 3: 16-17). "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم... الذي لكم من الله، وأنكم لستم لأنفسكم" (1 كو 6: 19).
* هيكل الله مقدس، لكن من يرتكب الزنا فهو يدنس المقدسات[10].
القديس يوحنا الذهبي الفم
* في النظرة الأفلاطونية الجسد سجن، أما نظرة بولس له أنه هيكل الله، لأنه في المسيح[11].
العلامة ترتليان
* إنه ساكنٌ في السماء جالسٌ عن يمين العظمة، ولكنه أيضًا على الأرض متحدٌ بجميع القديسين اتحادًا وثيقًا وساكنٌ فيهم. هو في العلا، ولكنه أيضًا مع السفليين[12].
* والآن، إذن، يا أبنائي الأحباء، اقتنوا هذه الحرارة الثانية (الروحية) لكي يصير كل شيءٍ خفيفًا عليكم. ففي الحقيقة إنّ هذه الحرارة التي بحسب الله تطرح إلى خارج كل هوى، وتطرد من الإنسان كل ثقلٍ (أي همٍّ أو ضجر)، وتجعل اللاهوتية تُسكنه بحيث يصير هيكلاً لله، كما هو مكتوبٌ: "سأسكن فيهم وأسير بينهم" (2 كو 6: 16)[13].
القديس مقاريوس الكبير
* احترس من داخل ومن خارج لكي لا تَدِينْ أحدًا، ولا تلُوم أحدًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لأن رجل الصلاة هو الذي يقف مصلِّيًا أمام الله، فهو يناجيه ويسبِّحه، إذ إنه يتفرَّغ لله ويمجِّده كل حين. مشدود الحقوين، يحمل مصباحه، وله في أوعيته زيتًا. إنه متشدِّدٌ بقوته، فهو قوي بالله. يحارب مقابل الشياطين ويحمل ثمرًا لله. قلبه نقيٌّ. وهو هيكلٌ لله ومسكن للروح القدس. وهو بيت مبني على الصخر. إنه طويل الأناة، وديعٌ يقظٌ[14].
القديس إسطفانوس الطيبي
* لا تجعل جسدك في القلاية بينما قلبك في مصر! لكن اجعل جسدك هيكلاً لله، ووجِّه أفكارك واقتنِ لك فكرًا ثابتًا.
رسالة أنبا بولا
* إن قال أحدٌ إنّ له محبة فلا يكن له شيء مكروه عند المسيح إطلاقًا. دعنا نهتم بتنقية قلوبنا من أوجاع الإنسان العتيق التي يُبغضها الله، لأننا نحن "هيكل الله" (2 كو 6: 16)، واللاهوت لا يسكن في هيكل ملوث بالأوجاع. فلندخل، إذن، ونتمِّم هدوءنا القليل، لأنه يكفي ما عُمِل. ولنصلِّ طالبين أن تكون حياتنا الهادئة حسب مشيئته، ممجِّدين ثالوثه القدوس الذي بلا عيب.
القديس برصنوفيوس
مَنْ مِنْكُمْ مِنْ كُلِّ شَعْبِهِ لِيَكُنْ إِلَهُهُ مَعَهُ،
وَيَصْعَدْ إِلَى أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا،
فَيَبْنِيَ بَيْتَ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ.
هُوَ الإِلَهُ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. [3]
جاء أمر كورش يحترم إرادة الإنسان وحريته، فترك للمسبيين كامل الحرية للبقاء في أماكنهم أو العودة إلى وطنهم.
نحن نعلم أن أورشليم قائمة على جبال مرتفعة، فمن يرغب في الذهاب إليها يصعد، "َيَصْعَدْ إِلَى أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا". وكما يقول المرتل: "أنت الذي أريتنا ضيقات كثيرة وردية، تعود فتحيينا، ومن أعماق الأرض تعود فتصعدنا" (مز 71: 20).
إن كان كورش يدعو المؤمنين أن يصعدوا إلى أورشليم، فقد جاء سفر المزامير يحمل قسمًا يُدعى "مزامير المصاعد"، يضم المزامير 120 إلى 134. وكان هذا التجميع يستخدمه الزائرون القادمون إلى أورشليم في الأعياد العظمى، حيث كان الصاعدون إلى أورشليم يعطون ظهورهم للعالم ويتمتعون بجبال أورشليم المقدسة وهيكل الرب المقدس، فتتهلل نفوسهم. إنه صعود إلى عربون السماء.
في هذا الصعود يشعر المؤمن أنه كفطيم على صدر أمه (مز 131: 2). يشعر أن سرّ راحته هو سكنى الله وسط شعبه (مز 132)، واجتماع الكهنة مع الشعب في شركة صادقة. يتغنى القادمون للرب، ويسبحونه حتى بالليالي (مز 134).
كانت هذه المزامير الخمسة عشر يطابقها درجات السلم للهيكل (7 درجات في الخارج و8 درجات في الداخل). وكأنه يليق بمن يود الدخول إلى هيكل الرب أن يصعد على هذه الدرجات.
* من كان لا يزال في أدنى الدرجات فليثبت عينيه نحو أعلى الدرجات، أي الدرجة الخامسة عشرة. من بلغ الدرجة الخامسة عشرة، فقد بلغ ردهة الهيكل. هذا هو الهيكل الذي نراه الآن في خرابٍ، لأنه أخطأ ضد الرب. ماذا يقول الرب؟ "قم، لنصعد من هنا... تأملوا إلى لحظة كيف أن الهيكل الأرضي هو رمز للهيكل السماوي[15].
القديس جيروم
هذا الصعود يصاحبه صعود روحي لا يمكن تحقيقه ما لم يرافقه صاحب المدينة والبيت: "ليكن إلهه معه"، فقد نزل إلينا إلهنا لكي بصعوده يحملنا معه إلى أورشليم العليا، ونستقر في الهيكل السماوي.
vالآن (في عيد الصعود) نحن الذين قبلاً حُسبنا غير أهلٍ للبقاء على الأرض رفعنا إلى السماوات.
نحن الذين كنا قبلاً غير مستحقين للمجد الأرضي، نصعد الآن إلى ملكوت السماوات، وندخل السماوات، ونأخذ مكاننا أمام العرش الإلهي.
هذه الطبيعة التي لنا، التي كان الشاروبيم يحرس أبواب الفردوس منها، هوذا اليوم ترتفع فوق الشاروبيم!
كيف يمكننا أن نعبر على حادث عظيم هكذا عبورًا سريعًا؟!
لأننا نحن الذين أسأنا إلى مثل هذه المراحم العظيمة، حتى صرنا غير مستحقين للأرض ذاتها، وسقطنا من كل سلطان وكرامة، بأي استحقاق نرتفع إلى كرامة علوية كهذه؟!
كيف انتهى الصراع؟!
لماذا زال غضب الله؟
فإن هذا هو بحق عجيب: إن السلام قد حلّ، لا بعمل قام به الذين أثاروا غضب الله، بل الذي غضب علينا بحق هو نفسه يدعونا إلى السلام. إذ يقول الرسول: "إذًا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا" (2 كو 5: 20). وماذا يعني هذا؟ أنه بالرغم من أننا أسأنا إليه، فإنه هو الذي يسعى إلينا ويدعونا إلى السلام. إنه حقًا هكذا، فإذ هو الله، وهو الإله المحب يدعونا إليه...
انظروا إلى طبيعتنا كيف انحطت ثم ارتفعت. فإنه ما كان يمكن النزول أكثر مما نزل إليه الإنسان، ولا يمكن الصعود إلى أكثر مما ارتفع إليه المسيح. ويوضح بولس ذلك إذ يقول: "الذي نزل هو الذي صعد أيضًا". وأين نزل؟! "إلى أقسام الأرض السفلى"، وصعد إلى "فوق جميع السماوات" (أف 4: 9-10).
افهموا من هذا الذي صعد؟!
إنني أتأمل في عدم استحقاق جنسنا حتى أدرك الكرامة التي نلناها خلال مراحم الرب المملوءة حنوًا. فإننا لم نكن سوى ترابًا ورمادًا... لكن اليوم ارتفعت طبيعتنا فوق كل الخليقة!
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
"يبني بيت الرب إله إسرائيل"، إذ لم يعد الشعب منقسمًا إلى مملكتين أو شعبين: إسرائيل ويهوذا، إنما انضم الشعبان معًا، أو عادت الوحدة إلى الشعب وهم تحت التأديب.
وَكُلُّ مَنْ بَقِيَ فِي أَحَدِ الأَمَاكِنِ حَيْثُ هُوَ مُتَغَرِّب،ٌ
فَلْيُنْجِدْهُ أَهْلُ مَكَانِهِ بِفِضَّةٍ وَبِذَهَبٍ وَبِأَمْتِعَةٍ وَبِبَهَائِمَ،
مَعَ التَّبَرُّعِ لِبَيْتِ الرَّبِّ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. [4]
في الخروج الأول طلب اليهود من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًا (خر 12: 3)، أخذها العبرانيون معهم عند تركهم مصر. أما هنا فقد أصدر ملك فارس نفسه أمرًا، طالبًا من شعبه، سواء كانوا يهودًا أو من الأمم أن يساهموا في تحقيق رغبته: بناء بيت الرب. بقوله: "فلينجده" يبرز أن هذا العطاء عمل إنساني كريم فيه نجدة للعائدين لبناء هيكل الرب.
إذ كان بعض اليهود محبوبين من أهل الأماكن الوثنية، حث كورش هؤلاء الوثنيين على مساندة اليهود بالفضة والذهب والأمتعة والبهائم مع التبرع لبيت الرب في أورشليم، وكما جاء في رؤ 12: 16 أن الأرض أعانت المرأة (الكنيسة).
كل خليقة الله صالحة، الفضة والذهب والأمتعة والحيوانات، يُمكن استخدامها فيما هو للخير، أن أحسنا استخدامها. أما إن تعلقت قلوبنا بها لا بالخالق فنسيء استخدامها وتصير عثرة لنا في طريق خلاصنا.
* لا تظن أن الفضة أو الذهب يجب أن يُلاما بسبب الجشعين، ولا الطعام والخمر بسبب النهمين والسكارى، ولا الجمال النسائي بسبب الزناة والفاسقين. وهكذا في كل الأمور الأخرى، خاصة حينما ترى طبيبًا يستخدم نارًا بطريقة صالحة بينما قاتل يستخدم خبزًا به سم لتنفيذ جريمته[16].
* إذ فقد أيوب كل غناه وبلغ إلى أقصى الفقر، احتفظ بنفسه غير مضطربة، مركزًا على الله ليظهر أن الأمور الأرضية ليست بذات قيمة في عينيه، بل كان هو أعظم منها، والله أعظم منه. فلو أن رجال أيامنا هذه لهم ذات الفكر، لما كنا مُنعنا بإصرارٍ في العهد الجديد من امتلاك هذه الأشياء لكي ما نبلغ الكمال. لأن امتلاكنا مثل هذه الأشياء دون التعلق بها لشيء جدير بالثناء أكثر من عدم امتلاكها نهائيًا[17].
* إن أردنا أن نرجع إلى بلدنا الأصلي حيث توجد سعادتنا، يلزمنا أن نستخدم هذا العالم، لا أن نتمتع به، لكي ما نرى "أمور الله غير المنظورة مُدركة بالمصنوعات" (رو 1: 20). بمعنى أننا ندرك الأبدي الروحي من خلال ما هو جسدي وقتي.[18]
القديس أغسطينوس

2. الرب ينبه روح الشعب

فَقَامَ رُؤُوسُ آبَاءِ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ وَالْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ،
مَعَ كُلِّ مَنْ نَبَّهَ اللهُ رُوحَهُ،
لِيَصْعَدُوا لِيَبْنُوا بَيْتَ الرَّبِّ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. [5]
روح الله الذي أشرق بنور المعرفة على الأنبياء،: إشعياء وإرميا ودانيال ليروا العودة بروح النبوة هو نفسه الذي حرك روح كورش لإصدار الأمر بالعودة، وهو بنفسه حرك روح رؤساء آباء يهوذا وبنيامين والكهنة واللاويين وغيرهم ليصعدوا لبناء بيت الرب دون اعتبار لمقاومة الأعداء أو للمخاطر التي تقابلهم سواء في الطريق أو في أورشليم نفسها. وإن كان البعض صمم على البقاء في أماكنهم من أجل مكاسبهم المادية. لم يكن قرار العودة إلى أورشليم سهلاً، فالمدينة محروقة بالنار، وبلا أسوار، والأعداء محيطون بها، والطريق شاق، مملوء بالمخاطر وغير معروف لديهم. أكثرهم لم يروا أورشليم من قبل، والبعض رأوها وهم أطفال صغار. هذا ومن الصعب عليهم أن يتركوا مصالحهم في بابل من أراضٍٍ وأموال وعبيدٍ ومغنين ومغنيات (عز 2: 65). هؤلاء كانوا في حاجة أن ينبه الله أرواحهم لينطلقوا إلى أورشليم.
الذين تجاوبوا مع روح الله ترنموا قائلين: "إن نسيتك يا أورشليم تُنسى يميني، ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك. إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي!" (مز 137: 5-6). هذه هي أغنية كل مؤمنٍ حقيقي يشتهي الانطلاق إلى أورشليم العليا لينعم بالوجود في الأحضان الإلهية، ويتمتع بالأمجاد السماوية.
يرى القديس جيروم في هؤلاء الصاعدين من بابل لبناء بيت الرب، الخطاة الذين يذكرون حياتهم الماضية المقدسة، ولا ينسونها، بل يطلبون أن يعملوا العمل الروحي كما بأياديهم اليمنى، ويردد لسانهم عمل الله معهم، لكي يرجعوا إلى حياتهم الأولى المقدسة[19].
وَكُلُّ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ أَعَانُوهُمْ،
بِآنِيَةِ فِضَّةٍ وَبِذَهَبٍ وَبِأَمْتِعَةٍ وَبِبَهَائِمَ وَبِتُحَفٍ،
فَضْلاً عَنْ كُلِّ مَا تُبُرِّعَ بِهِ. [6]
حين يركز الإنسان على أورشليم العليا، يستخف بكل الزمنيات، فإذا بها تجرى وراءه وتلتصق بقدميه. وكما قيل عن الرسل أن أصحاب الحقول أو البيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل (أع 4: 24-35).

3.عودة آنية بيت الرب

وَالْمَلِكُ كُورَشُ أَخْرَجَ آنِيَةَ بَيْتِ الرَّبِّ،
الَّتِي أَخْرَجَهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ مِنْ أُورُشَلِيمَ،
وَجَعَلَهَا فِي بَيْتِ آلِهَتِهِ [7]
يمثل كورش الإنسان الجاد، يقرن كلماته بالعمل. فقرن كورش أمره بإخراج آنية بيت الرب التي سبق نبوخذنصر فسلبها (2 مل 25: 13-15). والعجيب أن تبقى هذه الآنية نحو 70 عامًا ولم يفكر أحد من الملوك بابل في صهرها واستخدامها كحلي أو صنع تماثيل لهم أو لآلهتهم.
أَخْرَجَهَا كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ عَنْ يَدِ مِثْرَدَاثَ الْخَازِنِ،
وَعَدَّهَا لِشِيشْبَصَّرَ رَئِيسِ يَهُوذَا. [8]
مثرداث: اسم فارسي معناه "معطى من مثرا Mithra أي إله النور أو إله الشمس". كان خازن كورش، وكان مُستأمنًا على آنية الهيكل.
شيشبصر: يرى البعض أنه شخصية أخرى غير زربابل، لكن الرأي السائد أنه هو زربابل نفسه، اسمه البابلي شيشبصر، ومعناه "الفرح وسط المتاعب[20]" أو "إله الشمس" ويرى البعض أنه يعني "عابد النار[21]". ويرى آخرون أنه اسم أكادي معناه "ليت سن (إله القمر) يحمي الأب". أما اسمه العبراني "زربابل" ومعناه "المولود أو المزروع أو الغريب[22] في بابل". وذلك مثل دانيال والثلاثة فتية، كانت لهم أسماؤهم العبرية، وأعطاهم البابليون أسماء كلدانية. زربابل هو ابن شالتيئل الابن الأكبر للملك يهوياكين الذي مات بدون ذرية، فتزوج أخوه الأصغر من امرأته، وأنجب له نسلاً حسب الشريعة (تث 25: 5-6). فيحسب الشريعة زربابل هو ابن شالتيئيل (عز 3: 2)، ويحسب الطبيعة هو ابن فدايا (أي 3: 9).
وَهَذَا عَدَدُهَا: ثَلاَثُونَ طَسْتًا مِنْ ذَهَبٍ،
وَأَلْفُ طَسْتٍ مِنْ فِضَّة،ٍ
وَتِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ سِكِّينًا [9]
حفظت آنية بيت الرب في هيكل للأوثان، وربما استخدمت هناك، لكنها كأوانٍ للكرامة تبقى عين الرب ساهرة لردها إلى بيته، فإن الرب يعلم الذين هم له (2 تي 2: 19).
وَثَلاَثُونَ قَدَحًا مِنْ ذَهَب،ٍ
وَأَقْدَاحُ فِضَّةٍ مِنَ الرُّتْبَةِ الثَّانِيَة،ِ
أَرْبَعُ مِئَةٍ وَعَشَرَةٌ وَأَلْفٌ مِنْ آنِيَةٍ أُخْرَى. [10]
ردّ الآنية الذهبية والفضية أعطى الراجعين دفعة قوية لبناء بيت الرب، فقد حملوا مقدسات ثمينة، ليس فقط من جهة قيمتها المادية، وإنما كمقدسات ثمينة خاصة ببيت الرب.
جَمِيعُ الآنِيَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خَمْسَةُ آلاَفٍ وَأَرْبَعُ مِئَةٍ.
الْكُلُّ أَصْعَدَهُ شِيشْبَصَّر،
عِنْدَ إِصْعَادِ السَّبْيِ مِنْ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ [11]
واضح أننا إذا جمعنا الآنية الواردة في العددين 9 و10 لا تبلغ 5400 آنية. غالبًا ما سجل في العددين 9 و10 الآنية الكبيرة، وهنا يذكر المجموع كله من آنية كبيرة وصغيرة.

من وحي عزرا 1

لتُقم مسكنك في داخلي!

* نفسي تئن مع المسبيين في بابل.
علقت قيثارتي على شجرة الصفصاف.
كيف أسبح لك، وأنا في أرض الخطية؟
كيف أتهلل ونفسي مُستعبدة للعدو؟
أنت تعلم الذين هم لك،
ها أنا لك، لا تتركني في بابل العنيفة!
* قلبي يصرخ: ردني إلى أورشليمك.
ارفعني من المزبلة، وضمني إلى حضن أبيك!
قُدني في مواكب الإيمان المتهللة!
أصعدني إلى مقدساتك السماوية.
* تسبحك نفسي من أجل كل عطاياك!
لكن تبقى في عطش إليك وحدك!
عطاياك تشهد لحبك لي،
فلست أود أن يمتلكني العالم الذي خلقته لأجلي.
بل أنت وحدك تمتلكني يا ملك الملوك.
حررني من كل شهوة زمنية،
ولتصب كل شهواتي فيك.
أنت هو حياتي وإكليلي!
katty
katty
نائبة المدير
نائبة المدير

انثى
العمر : 26
الموقع : eygpt
تاريخ التسجيل : 03/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير سفر عزرا Empty رد: تفسير سفر عزرا

مُساهمة من طرف katty الإثنين يوليو 25, 2011 7:43 pm

تفسير الاصحاح الثانى :-



في الأصحاح الأول ردّ كورش ملك فارس آنية بيت الرب الثمينة إلى أورشليم حيث يُبنى هيكل الله. في هذا الأصحاح نرى الآنية البشرية الكثيرة الثمن، التي هي شعب الله الذي يسكن الله في وسطه. هذا هو البيت الإلهي الذي يُسر الله أن يبنيه بنفسه.
إذ صدر الأمر الملكي بإمكانية العودة، وأوصى الملك الشعب بتقديم تبرعات لبناء بيت الرب، كما أخرج الآنية التي كانت مودعة في بيت آلهة نبوخذنصر. استجاب للدعوة حوالي 50 الفًا، وهو عدد يُعتبر قليلاً جدًا بالنسبة للمسبيين. لكن ما يشغل الله لا العدد بل نقاوة القلوب. إنهم يمثلون القلة القليلة الأمينة التي لم تستطع أرض السبي ولا عشرات السنوات أن تحول أبصارهم عن مدينة الله المحروقة بالنار وهيكله المهدم.
القائمة الخاصة بالراجعين من السبي في الأصحاح الثاني تكررت في نحميا (7: 6-73).
إنها قائمة موكب عجيب، موكب أصحاب القلوب النقية المتهللة بعمل الرب. أما فئاته فكثيرة: وقد بوِّبت القوائم هكذا:
أ. القادة [1-2]: تشمل إثني عشر شخصًا ذكر عزرا أحد عشر منهم، وذكر نحميا نفس الأسماء بالإضافة إلى نحماني (نح 7: 7). وإن كان جميعهم من سبطي يهوذا وبنيامين، لكنهم كانوا يحسبون أنفسهم ممثلي الاثني عشر سبطًا. قدموا اثني عشر ثورًا، محرقة عن كل الأسباط (عز 8: 35).
كان موكب العودة تحت قيادة زرُبابل حفيد الملك يهوياكين، وهو يمثل السلطة المدنية، ويشوع الكاهن يمثل السلطة الدينية. إنه موكب التحرر من إبليس والصعود إلى أورشليم العليا تحت قيادة رب المجد يسوع بكونه ملك الملوك ورئيس الكهنة السماوي في نفس الوقت، يحمل الملوكية والكهنوت في نفس الوقت.

في كل جيل يرسل الله قديسين عظماء متنوعي المواهب.
ب. الشعب [3-35]: تم تصنيف بعضهم حسب عشائرهم وقبائلهم [3-19]. وتصنيف الآخرين حسب أماكن الاستقرار [20-35]. إنه أشبه بسفر الحياة التي يُسجل فيه أسماء المجاهدين في الرب، الذين أحبوا الهيكل السماوي أفضل من كل غنى الأرض ومراكزها. الله ينقش اسمك على كفه (إش 49: 16).
ج. الكهنة [36-39]: عاد منهم 4289 كاهنًا من أربع فرق: بنو يدعيا، وبنو أمير، وبنو فشحور، وبنو حاريم.
د. اللاويون [40-43]: عاد من اللاويين 74 شخصًا، فقد أحب بقيتهم خدمة العالم عن خدمة الهيكل. ومن البوابين 139 شخصًا، الذين يقومون بحراسة الهيكل. ومن الْمُغَنُّينَ بَنُو آسَافَ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ [41].
لم يكن ممكنًا للكهنة أو اللاويين أو المغنين أو الشعب أن يسبّحوا في أرض السبي: "كيف نسبح تسبحة الرب في أرضٍ غربية" (مز 137: 4). لقد أضفى المغنون على موكب العودة روح التسبيح والفرح والتهليل، مما جعل الرحلة ممتعة، ونسي الكل - الكبار والصغار، الرجال والنساء - مشاق الرحلة. لهم دور أساسي في الموكب، فهو موكب الانطلاق إلى أورشليم العليا، موكب متهلل. بالفرح والتهليل ننسى مشقة رحلة جهادنا وغربتنا!
ه. النثينيم [43-54]: اسم عبري معناه "مكرسون" هم غالبًا أحفاد الجبعونيين والمديانيين الذين قاموا بالعمل في بيت الرب أمام موسى ويشوع. كَّرسهم داود الملك لخدمة الهيكل. مع أنهم ليسوا من شعب الله، لكنهم فضلوا الخدمة في خرائب أورشليم والهيكل المتهدم عن أمجاد بابل.
و. بنو عبيد سليمان [55-58]: من نسل الكنعانيين.جنَّدهم في خدمة الهيكل. بهذا انسلخوا من اللعنة التي حلت عليهم (تك 9: 25)، إذ التصقوا بالرب وتقدسوا فيه.
كان النثينيم ومعهم بنو عبيد سليمان أكثر غيرة من اللاويين. كثيرون يأتون من المشارق والمغارب، ويتمتعون بالأحضان الإلهية (مت 8: 11)، بينما يتراخى أبناء الملكوت في التمتع به. هوذا الموكب يسع العالم كله، أبواب الله المفتوحة للجميع!
كان من الضروري أولاً أن يستقر هذا العدد الضخم من الراجعين من السبي [64-70]، لكن أورشليم كانت موضعًا فقيرًا (مراثي 5: 18). لذلك فقد ذهبوا إلى المدن والقرى المحيطة يستقرون فيها.
1. الصاعدون من السبي 1-58.
2. الذين لم تثبت أنسابهم 59-67.
3. عطاء حسب الطاقة 68-70.

1. الصاعدون من السبي

وَهَؤُلاَءِ هُمْ بَنُو الْكُورَةِ الصَّاعِدُونَ مِنْ سَبْيِ الْمَسْبِيِّينَ،
الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ،
وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا،
كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ [1].
يقصد بالكورة هنا يهوذا الني كانت قبلاً مملكة عظيمة لها توابع، فقد صارت مجرد كورة، أي مقاطعة تابعة لملك فارس. هذا هو عمل الخطية التي تذل الإنسان كما الأمم والممالك. لقد ارتبط الشر بالعار والخزي وفقدان السلام مع الفشل والهزيمة الداخلية، والبرً بالكرامة الحقيقية. فالشرير لا يحتاج إلى من يردعه ويعاقبه، إنما ما يفعله يقدم له المرارة والموت! يشرب من ذات الكأس التي ملأها لنفسه، اللهم إلا إذا ألقى بالكأس خلال تمتعه بالشركة مع مخلصه، وجهاده الجاد خلال الإرادة المقدسة في الرب.
"البرّ يرفع شان الأمة، وعار الشعوب الخطية" (أم 14: 34).
"إذا جاء الشرير جاء الاحتقار أيضًا، ومع الهوان عار" (أم 18: 3).
"فكانوا كلما عبدوا غير إلههم أُسلموا للغنيمة والسيف والعار" (يهوديت 5: 18).
"ليخز ويفن مخاصمو نفسي، ليلبس العار والخجل الملتمسون لي شرًا" (مز 71: 13).
"لا سلام قال الرب للأشرار" (إش 48: 22).
"ولا تصر عدوُا بعد أن كنت صديقًا، فإن القبيح السمعة يرث الخزي والعار، وكذلك الخاطئ ذو اللسانين" (سي 6: 1).
"الكذب عار قبيح في الإنسان، وهو لا يزال في أفواه فاقدي الأدب (سي 20: 26).
* إن بقيت فيما يخص التراب، فستتحول إليه في النهاية. يليق بك أن تتغير، يجب أن تتحول، يجب أن تصير سماويًا[23].
العلامة أوريجينوس
* إذ أنا ملوم بكل غضن خطاياي، أقضي أيامي ولياليَّ في رعبٍ، لكنني إذ أنظر الله يحل القيود، ويسند النفس المتواضعة المرتعبة، يقول لي وأنا منبطح في قبر شري: "چيروم هلم خارجًا"[24].
القديس چيروم
* يتَّجه هؤلاء الأشرار نحو قتل أنفسهم بكل أنواع الشهوات... نعم، فإنَّهم حتى عندما يعيشون يكونون في عارٍ، إذ يحسبون بطونهم آلهتهم، وعندما يموتون يتعذبون[25].
القدِّيس أثناسيوس الرسولي
الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابَِلَ:
يَشُوعُ نَحَمْيَا سَرَايَا رَعْلاَيَا مُرْدَخَايُ بِلْشَانُ مِسْفَارُ بَغْوَايُ رَحُومُ بَعْنَةَ.
عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ [2].
إذ قبل العائدون إلى أورشليم ترك الكثير واحتمال المتاعب والمخاطر من أجل بناء مدينة الله أورشليم وهيكله، كرَّمهم الله بذكر أسمائهم. "فإني أكرم الذين يكرمونني" (1 صم 2: 30). يحفظ الله أسماء متقيه، إذ "ذكر الصديق للبركة" (أم 10: 7)، ويكرمهم في هذا العالم كما في الدهر الآتي.
تُسجل أسماء للعاملين لحساب ملكوت الله، حتى تُسجل أيضًا في سفر الحياة الأبدية (رؤ 3: 5).
هذا السجل لم يذكر كل الأسماء مكتفيًا أحيانًا بأسماء رؤساء البيوت والعشائر، وأحيانًا بالعدد فقط. أما متقو الرب، فأسماؤهم مُسجلة عند الرب في سفر التذكرة (مل 3: 16-17).
* "ذكر الصدِّيق يُمتدح". لم يقل هذا ليعني أن النفوس المنتقلة يسندها مديحنا. إنما قال هذا لأن الذين يمدحون الراحلين ينالون النفع الأعظم من ذكراهم، لذلك إذ ننال نفعًا كثيرًا من ذكرهم المقدس، ليتنا لا نزدري بكلمات الإنسان الحكيم، بل بالحرى نعطي اهتمامًا بها[26].
القديس يوحنا الذهبي الفم
نحميا هنا غير نحميا قائد الفوج الثالث الذي أعاد بناء السور بعد ذلك بحوالي 80 سنة، كذلك مردخاي هنا غير مردخاي الوارد في سفر أستير.
بَنُو فَرْعُوشَ أَلْفَانِ وَمِئَةٌ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ [3].
بَنُو شَفَطْيَا ثَلاَثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ [4].
بَنُو آرَحَ سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ [5].
بَنُو فَحَثَ مُوآبَ مِنْ بَنِي يَشُوعَ
وَيُوآبَ أَلْفَانِ وَثَمَانُ مِئَةٍ وَاثْنَا عَشَرَ [6].
"فحث موآب"، أي حاكم موآب، ربما كان أبوهم حاكمًا لموآب حين كانت خاضعة لإسرائيل.
بَنُو عِيلاَمَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ [7].
بَنُو زَتُّو تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ [8].
بَنُو زَكَّايَ سَبْعُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ [9].
بَنُو بَانِي سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ [10].
بَنُو بَابَايَ سِتُّ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [11].
بَنُو عَرْجَدَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ [12].
بَنُو أَدُونِيقَامَ سِتُّ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ [13].
"أدوينقام" تعني "السيد الكبير". ونلاحظ أن رقم 666 هو رقم الوحش (رؤ 13)، أو الشيطان. وكأنه مع كل رجوع إلى الله، نتوقع محاربات من عدو الخير مادمنا لازلنا في الجسد.
بَنُو بَغْوَايَ أَلْفَانِ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ [14].
بَنُو عَادِينَ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ [15].
بَنُو آطِيرَ مِنْ يَحَزَقِيَّا ثَمَانِيَةٌ وَتِسْعُونَ [16].
بَنُو بِيصَايَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [17].
بَنُو يُورَةَ مِئَةٌ وَاثْنَا عَشَرَ [18].
بَنُو حَشُومَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [19].
بَنُو جِبَّارَ خَمْسَةٌ وَتِسْعُونَ [20].
"جبار"، هي جبعون (نح 7: 25، يش 9).
بَنُو بَيْتِ لَحْمٍ مِئَةٌ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [21].
رِجَالُ نَطُوفَةَ سِتَّةٌ وَخَمْسُونَ [22].
رِجَالُ عَنَاثُوثَ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ [23].
رجال عناثوث [23]: وهم أهل قرية إرميا النبي الذين اتهموه بالخيانة، وتخلوا عنه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). تنبأ إرميا عن العودة من السبي وهو في السجن، حيث حبسه صدقيا الملك بتهمة أنه عميل نبوخذنصر. جاءه ابن عمه حنئيل يشتري منه حقله الذي في عناثوث، ومع علمه أن الكلدانيين سيستولون على الأرض. اشترى الحقل وكتب الصك وأشهد الشهود، وأمر باروخ بأن يضعه في إناء خزفي، شهادة على أنه بعد خراب الأرض ستعود إليها الحياة (إر 32: 43-43). هوذا قد تحقق وعد الله وعاد المسبيون، ورجع رجال عناثوث ليعمروا الأرض.
بَنُو عَزْمُوتَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ [24].
بَنُو قَرْيَةِ عَارِيمَ كَفِيرَةَ وَبَئِيرُوتَ سَبْعُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَأَرْبَعُونَ [25].
بَنُو الرَّامَةِ وَجَبَعَ سِتُّ مِئَةٍ وَوَاحِدٌ وَعِشْرُونَ [26].
رِجَالُ مِخْمَاسَ مِئَةٌ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ [27].
رِجَالُ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [28].
بَنُو نَبُو اثْنَانِ وَخَمْسُونَ [29].
"نبو": ليس الجبل الذي صعد عليه موسى، بل هي مكان في يهوذا.
بَنُو مَغْبِيشَ مِئَةٌ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ [30].
بَنُو عِيلاَمَ الآخَرِ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ [31].
"عيلام الآخر" تميزًا له عن عيلام المذكور في آية 7، الأول اسم شخص، أما هنا فاسم مكان.
بَنُو حَارِيمَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ [32].
بَنُو لُودَ بَنُو حَادِيدَ وَأُونُو سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ [33].
بَنُو أَرِيحَا ثَلاَثُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ [34].
بَنُو سَنَاءَةَ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَسِتُّ مِئَةٍ وَثَلاَثُونَ [35].
أَمَّا الْكَهَنَةُ فَبَنُو يَدْعِيَا مِنْ بَيْتِ يَشُوعَ تِسْعُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَسَبْعُونَ [36].
كنا نتوقع عودة كل الكهنة، لكن للأسف عادت مجموعات من أربع فرق فقط، والبقية فضلت العمل في أرض السبي والمشروعات عن هيكل الرب.
"يشوع" المذكور هنا غير المذكور في آية 2.
يلاحظ أن مجموع عدد الكهنة حوالي 4200، وهم حوالي عُشر العائدين من أورشليم، وكأن الله أراد أن يحتفظ لنفسه بالعشور.
بَنُو إِمِّيرَ أَلْفٌ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ [37].
بَنُو فَشْحُورَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَسَبْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ [38].
بَنُو حَارِيمَ أَلْفٌ وَسَبْعَةَ عَشَرَ [39].
أَمَّا اللاَّوِيُّون،َ فَبَنُو يَشُوعَ وَقَدْمِيئِيلَ مِنْ بَنِي هُودُويَا أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ [40].
يلاحظ أن عدد اللاويين قليل للغاية، ربما لأنهم رفضوا وظيفتهم واستخفوا بها، إذ أرادوا أن تكون لهم أرضٍ وممتلكات، ونسوا أن الرب هو نصيبهم، وهم نصيب الرب.
الْمُغَنُّونَ بَنُو آسَافَ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ [41].
بَنُو الْبَوَّابِينَ بَنُو شَلُّومَ بَنُو آطِيرَ بَنُو طَلْمُونَ بَنُو عَقُّوبَ
بَنُو حَطِيطَا بَنُو شُوبَايَ الْجَمِيعُ مِئَةٌ وَتِسْعَةٌ وَثَلاَثُونَ [42].
النَّثِينِيمُ بَنُو صِيحَا بَنُو حَسُوفَا بَنُو طَبَاعُوتَ [43].
النثنييم: غالبًا من نسل الجبعونيين، عُينوا في خدمة اللاويين.
بَنُو قِيرُوسَ بَنُو سِيعَهَا بَنُو فَادُونَ [44].
بَنُو لَبَانَةَ بَنُو حَجَابَةَ بَنُو عَقُّوبَ [45].
بَنُو حَاجَابَ بَنُو شَمُلاَيَ بَنُو حَانَانَ [46].
بَنُو جَدِّيلَ بَنُو حَجَرَ بَنُو رَآيَا [47].
بَنُو رَصِينَ بَنُو نَقُودَا بَنُو جَزَّامَ [48].
بَنُو عُزَّا بَنُو فَاسِيحَ بَنُو بِيسَايَ [49].
بَنُو أَسْنَةَ بَنُو مَعُونِيمَ بَنُو نَفُوسِيمَ [50].
بَنُو بَقْبُوقَ بَنُو حَقُوفَا بَنُو حَرْحُورَ [51].
بَنُو بَصْلُوتَ بَنُو مَحِيدَا بَنُو حَرْشَا [52].
بَنُو بَرْقُوسَ بَنُو سِيسَرَا بَنُو ثَامَح [53].
بَنُو نَصِيحَ بَنُو حَطِيفَا [54].
بَنُو عَبِيدِ سُلَيْمَانَ بَنُو سَوْطَايَ بَنُو هَسُّوفَرَثَ بَنُو فَرُودَا [55].
"بنو عبيد سليمان": من نسل الكنعانيين الذين سخرهم سليمان لبناء الهيكل (1 مل 9: 20-21).
بَنُو يَعْلَةَ بَنُو دَرْقُونَ بَنُو جَدِّيل [56].
بَنُو شَفَطْيَا بَنُو حَطِّيلَ بَنُو فُوخَرَةِ الظِّبَاءِ بَنُو آمِي [57].
جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَتِسْعُونَ [58].

2. الذين لم تثبت أنسابهم

وَهَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ صَعِدُوا مِنْ تَلِّ مِلْحٍ وَتَلِّ حَرْشَا كَرُوبُ أَدَّانُ إِمِّيرُ.
وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُبَيِّنُوا بُيُوتَ آبَائِهِمْ وَنَسْلَهُم.ْ
هَلْ هُمْ مِنْ إِسْرَائِيلَ [59].
كان لجداول الأنساب أهمية كبرى عند العبرانيين، خاصة بالنسبة للكهنة واللاويين. فمن لا يستطيع أن يثبت أنه من نسل إبراهيم يُحرم من بعض الامتيازات الخاصة.
مما يُخجل أن بعض العائدين بسبب محبتهم للمال، فقدوا اهتمامهم بإثبات بيوت آبائهم [59].
"لم يستطيعوا أن يبينوا بيوت آبائهم"، هؤلاء إسرائيليون، لكنهم فقدوا قوائم انتسابهم. وكان من هؤلاء كهنة، ويلزمهم أن يكونوا من نسل هرون.
بَنُو دَلاَيَا بَنُو طُوبِيَّا بَنُو نَقُودَا سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ [60].
"دلايا" معناه "من حرره يهوه. "طوبيا" معناه "جودة يهوه". و"نقودا" معناه "شهير". فمع ما تحمله هذه الأسماء من دلالات روحية جميلة، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا نسبهم إلى شعب الله، ربما لأن اباءهم كانوا قد تزوجوا بوثنيات. حُسب هؤلاء كغرباء مختونين لهم حق العبادة وتقديم الذبائح (عد 15: 14-16) لكن ليس لهم نصيب في الأرض.
وَمِنْ بَنِي الْكَهَنَةِ بَنُو حَبَايَا بَنُو هَقُّوص،َ
بَنُو بَرْزِلاَّيَ الَّذِي أَخْذَ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ بَرْزِلاَّيَ الْجِلْعَادِيِّ،
وَتَسَمَّى بِاسْمِهِمْ [61].
غير بعض الكهنة نسبهم إلى برزلاي الجلعادي عوض انتسابهم لسبط هرون [61]، فحُرموا من أكل قدس القداس، إي من أنصبتهم ككهنة، وأُعطي لهم فقط القدس الذي هو أنصبة عائلات الكهنة [61-63]. كثير من الشعب بل ومن كان أصلهم أمميًا سبقوا الكهنة ودخلوا الموكب، وصاروا أبطالاً عند الرب. يسبق بعض الشعب الكهنة في الأمجاد السماوية. "بنو برزلاي": هؤلاء فقدوا الكهنوت، إذ فقدوا الاستحقاق له. لأن أباهم كان كاهنًا، فضّل أن يتسمى باسم رجل مشهور هو برزلاي الجلعادي، وترك نسبة لهرون. لم يدرك كرامة الكهنوت وخدمة الله، فرذل نسبة الكهنوتي. من ينكر ابن الإنسان ينكره ابن الإنسان أيضًا.
هَؤُلاَءِ فَتَّشُوا عَلَى كِتَابَةِ أَنْسَابِهِمْ فَلَمْ تُوجَدْ،
فَرُذِلُوا مِنَ الْكَهَنُوتِ [62].
وَقَالَ لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ،
حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ [63].
هؤلاء المرفوضون من الكهنوت حرموا أنفسهم من خبز الوجوه والشركة في لحم الذبيحة المقدسة والسكيب، هذه التي لا يأكل منه سوى الكهنة وتُدعى مجازًا قدس الأقداس. أما البكور وتقدمات الشكر والعشور، فيأكلها بيت الكاهن كله، وتُسمى القدس.
الترشاثا: كلمة فارسية تشير إلى الوالي، وقد تعني لقبًا للاحترام مثل "سعادة فلان". الوالي هنا زربابل.
"كاهن للأوريم والتميم":كانا حجرين مسطحين على صدرة رئيس الكهنة التي تُدعى "صدرة القضاء (خر 28: 30، لا 8: Cool"، والتي من خلالهما يجيب الله على أسئلته، فهما يشيران إلى تسليم المشيئة لله، في الأمور الخاصة بالشعب ككلٍ.
كلمة "أوريم" معناها "الأنوار"، و"التميم" معناها "إتمام" أو "الكمالات".
هنا نجد إشارة إلى انتظار الإسرائيليين إلى مجيء رئيس الكهنة الذي فيه كل الأنوار والكمالات، أي السيد المسيح.
على أي الأحوال فإن "الأوريم والتميم" يؤكدان في حياة الكاهن ألاَّ يعتمد في خدمته على الأذرع البشرية والمشورات البشرية، لكنه يلجأ أولاً إلى المذبح، حيث ينسكب أمام الله طالبًا نوره الإلهي يشرق في قلبه ويكمل كل ضعف فيه. فالتزامات الكاهن الكثيرة والخطيرة والمتشابكة، إذ يقوم بإرشاد الناس في أثمن ما لديهم – خلاص نفوسهم – وتعامله مع أنواع مختلفة من الناس، تحت ظروف متباينة، هذا الأمر الذي يجعله محتاجًا أن يكون على صلة مستمرة بالله مرشده حتى لا تهلك نفس بسبب جهله أو عجزه عن القيام بالعمل.
* الرب نفسه هو الذي يعمل وهو الذي يقدم الكل[27].
القديس يوحنا الذهبي الفم
كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعًا اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّون [64].َ
فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ،
فَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ
وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ [65].
يذكر مجموع الجموع دون العبيد والإماء 42360 كما ورد في سفر نحميا، بينما مجموع الأعداد الواردة هنا 29818، ومجموع الأعداد الواردة في نحميا 31089، فما هو سبب ذلك؟
1. رقم 42360 هو عدد أعيان اليهود الذين أرادوا العودة، وهذا الرقم ثابت في عزرا ونحميا. لكن من ذكرهم عزرا هم الذين تحركوا للعودة وكتبوا أسماءهم وهم في بابل، بينما كتبها نحميا وهو في اليهودية بعد بناء أسوار أورشليم. فحدث اختلاف بسبب المدة الطويلة بينها، فلابد أن مات البعض أثناء السفر، والبعض بعد الوصول، قبل تسجيل نحميا الأسماء. هذا وقد عدل البعض عن السفر، فسقطت أسماؤهم من الأصحاح السابع من سفر نحميا.
2. بعد أن سجل عزرا أسماء الذين تحركوا للسفر، سافر آخرون أيضًا، فسجلهم نحميا، لذا زاد كشف نحميا.
أمثلة ذلك:
1. لم يرد ذكر مغبيش في قائمة نحميا لكنه ورد في عزرا 2: 30. فمع أن عزرا في بابل سجل اسمه، بينما أورد نحميا أسماء الذين وصلوا بالفعل إلى أورشليم.
2. بنو عادين عددهم في قائمة عزرا 454، وعددهم في قائمة نحميا 655، لأن الذين سافروا بالفعل أكثر من الذين سجلوا أسماءهم.
3. من عادة اليهود في ذلك الوقت استعمال أكثر من اسم، ولازالت هذه العادة موجودة في صعيد مصر إلى يومنا هذا. فنجد اسم الشخص في شهادة الميلاد مختلف عن اسم شهرته منذ ميلاده، وغالبًا ما لا يعرف الناس اسمه المُسجل في شهادة الميلاد حتى يدخل إلى المدرسة أو عندما يتزوج ويحتاج إلى تقديم شهادة الميلاد. هنا نجد كمثال بنو سيعا (نح 7: 47) هم بنو سيعها في عزرا 2: 44.
"المغنين والمغنيات" هنا ليسوا من اللاويين الذين يسبحون الله في الهيكل، وإنما الذين يقيمون الحفلات والولائم.
خَيْلُهُمْ سَبْعُ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَثَلاَثُونَ.
بِغَالُهُمْ مِئَتَانِ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ [66].
جِمَالُهُمْ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ.
حَمِيرُهُمْ سِتَّةُ آلاَفٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ [67].
هؤلاء ذهبوا إلى السبي وليس معهم شيء، وعادوا معهم خيل وجمال وعبيد وذهب وفضة، هذه عطايا الله يقدمها للإنسان الذي يقبل التأديب بشكر في جدية ويهتم بخلاص نفسه فلا يتركه مخلصه فارغًا.

3. عطاء حسب الطاقة

وَالْبَعْضُ مِنْ رُؤُوسِ الآبَاءِ،
عِنْدَ مَجِيئِهِمْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ،
تَبَرَّعُوا لِبَيْتِ الرَّبِّ لإِقَامَتِهِ فِي مَكَانِهِ [68].
هؤلاء تبرعوا لهيكل الرب، لذلك باركهم الرب.
لم يجسر أحد على تغيير مكان الهيكل، بل أقيم هيكل زربابل في ذات الموقع الذي أقيم فيه هيكل سليمان. لا زال اليهود إلى يومنا هذا يأملون في بناء الهيكل في ذات الموقع، مما يسبب مشاكل مع الفلسطينيين يصعب، بل ربما يستحيل حلها.
أَعْطُوا حَسَبَ طَاقَتِهِمْ لِخِزَانَةِ الْعَمَلِ،
وَاحِدًا وَسِتِّينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنَ الذَّهَبِ،
وَخَمْسَةَ آلاَفِ مَنًا مِنَ الْفِضَّةِ،
وَمِئَةَ قَمِيصٍ لِلْكَهَنَةِ [69].
اشترك الكل في ترك بابل بأمجادها، وجاءوا إلى أورشليم التي صارت خربة، محروقة بالنار. وربما دفع الكل العشور. هذا هو الميل الأول، أما الميل الثاني فهو تقديم هبات وعطايا لبيت الرب، كل واحدٍ حسب طاقاته. وكما يقول الرسول: "لأنهم أعطوا حسب الطاقة، أنا أشهد وفوق الطاقة، من تلقاء أنفسهم" (2 كو 8: 3).
* هذا هو علوّ التسبيح، لأنه في الأحزان يبقون في سلام، وفي أعماق الفقر يعطون بسخاء مما لديهم[28].
ثيؤدورت أسقف قورش
الدرهم هو قطعة نقود مستعملة في مملكة فارس. هنا أول ذكر للنقود المسكوكة في الكتاب المقدس.
قدم العائدون من السبي أقمصة للكهنة، هذه التي يرتدونها وقت الخدمة، ويخلعونها بعد الانتهاء من الخدمة، حيث يحتفظون بها في خزانة الهيكل (خر 28: 41، 31: 7). قدموها ليحفزوا الكهنة على بدء الخدمة فورًا عقب العودة.
منا: اسم عيار لما يُوزن به، وليس اسم بعض النقود المسكوكة، وتقدر قيمته بحوالي 50 شاقلاً.
فَأَقَامَ الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ وَبَعْضُ الشَّعْبِ،
وَالْمُغَنُّونَ وَالْبَوَّابُونَ وَالنَّثِينِيمُ فِي مُدُنِهِمْ،
وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ فِي مُدُنِهِمْ [70].
عادوا إلى مساكنهم يسبحون مزاميرهم: "رضيت يا رب على أرضك..." (مز 85: 1-3). هكذا يليق بنا أن نعود إلي مدينتنا السماوية، ولا ترتبط قلوبنا بأرض غربتنا في هذا العالم.

من وحي عزرا 2

ضمني إلى موكبك المفرح!

* إن كانت خطاياي قد دفعتني إلى السبي،
فأنت محرر النفوس من سيي إبليس،
ومنقذها من العبودية.
من يقدر أن يحررني من عدو الخير غيرك؟
من يرد لي كرامة مجد أولاد الله التي وهبتني إياها؟
من يضمني إلى موكبك المتهلل إلا نعمتك!
* اجذبني وكل إخوتي في البشرية وراءك.
فتفرح نفوس الكل بفيض حبك.
فننضم إلى موكب النصرة المتجه إلى أورشليم العليا،
وتتحول حياتنا إلى سماء متهللة.
وتُسجل أسماء الجميع في كتابك،
وتنقشها على كفك الإلهي.
* لتضم الكل: كهنة وشعبًا إليك.
لتضم الأطفال والشيوخ مع الشباب والرجال والنساء.
ليجد الكل له موضعًا في موكبك الفريد.
* هب لنا أن نقدم القليل مما وهبتنا.
نقدم لك ذهبًا وفضة وحجارة كريمة روحية!
اقبلها واشتمها رائحة رضا وسرور!
فإننا نشتهي أن تقيم هيكلك المقدس في داخلنا!
وتكون كل البشرية - إن أمكن - حجارة حية مكَّرمة!
نقدم لك ذبائح الشكر الدائم مع تسابيح الملائكة!
لك المجد يا أيها القائد المحب والعجيب!











katty
katty
نائبة المدير
نائبة المدير

انثى
العمر : 26
الموقع : eygpt
تاريخ التسجيل : 03/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير سفر عزرا Empty رد: تفسير سفر عزرا

مُساهمة من طرف katty الخميس يوليو 28, 2011 1:33 pm

الاصحاح التالت:-

عاد الفوج الأول إلى أورشليم، لكنهم لم يلتقوا مع الله خلال المذبح والذبيحة. مرّ على عودتهم نحو ثمانية أشهر، واقبل عليهم الشهر العبري السابع، الذي يعتبر شهر الذروة من حيث الأعياد. اجتمعوا معًا كرجلٍ واحدٍ، وأقاموا المذبح وقدموا الذبائح، ثم شرعوا في تأسيس الهيكل.
إذ بلغوا أورشليم شغلتهم ثلاثة أمور.
1. أولاً إقامة المذبح: كانوا خائفين من غير اليهود الذين كانوا قد استقروا في المنطقة المحيطة، والذين كانوا حتمًا يحسدونهم لرجوعهم من السبي. أما العلاج فهو الرجوع إلى الله بالصلاة، والمصالحة معه بدم المسيح الثمين، فليس من ملجأ لنا وحصن سوى صليبه، المذبح العجيب! كانت الأولوية هي لإقامة المذبح لتقديم الذبائح.
2. الاهتمام ببناء هيكل الرب القدوس: كان بناء الهيكل يلي المذبح في الأهمية. لقد استخدموا المنحة التي وهبهم إياها كورش أن يجمعوا المادة اللازمة للبناء [7]. خرائب الهيكل المتهدم كانت مصدرًا للحجارة، أما الأخشاب فكانت كلها قد احترقت (2 مل 25: 9). وكما يقول الرسول: "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" (1 كو 3: 16). كان الله مهتمًا حتى باحتياجاتهم المادية، ولكن كان يليق بالأغنياء أن ينفقوا على الهيكل الذي سمح لهم كورش ببنائه، وذلك قبل أن ينفقوا أموالهم على أمورهم الشخصية.
حقًا شيشبصر كحاكم كان هو الملتزم ببناء المذبح والهيكل (5: 16)، لكنه لم يقم بهذا، إنما كان له رجاله الذين يستخدمهم مثل يهوشع رئيس الكهنة وزربابل الذي من نسل داود.
3. كان الشهر السابع أهم الشهور في الاحتفالات بالأعياد اليهودية (لا 23: 24-36؛ نح Cool، وقد اجتمع الشعب في أورشليم الخربة، بعد غيبة عشرات السنوات في أرض السبي، فانطلقوا يحتفلون بالأعياد. لم تعد قيثاراتهم معلقة على الصفصاف بسبب مرارة نفوسهم، بل صاروا يسبحون للرب في مدينته المقدسة (راجع مز 137: 2). مسيحنا هو عيدنا الذي يهبنا فرحه السماوي!
جاء اليوم العظيم الذي فيه وضعت أساسات الهيكل. كان اللاويون هم المسئولين عن الرقابة على العمل. بدأت الأبواق تضرب كما يليق، ومزامير داود يُسبح بها. العدد [11] يُظهر أن المزمور الرئيسي هو 136، الذي رُنم به عند تدشين هيكل سليمان (2 أي 5: 13؛ 7: 3). عادة يوجد مزمور أو أكثر يناسب كل مناسبة في حياتنا (أف 5: 19؛ يع 5: 13).
لا نخجل من التعبير عن فرحنا بعمل الله خلال عواطفنا بالفرح والتسبيح لله. لقد انتظر الشيوخ خمسين عامًا منذ تهدم الهيكل عام 587 ق.م، هؤلاء بكوا، إما من أجل فرحهم بوضع الأساسات وإعادة بناء الهيكل، أو لأنهم رأوا أن الأساسات التي وضعت لا تُقارن بتلك التي كانت للهيكل القديم (حج 2: 3).
حسن جدًا أن نتطلع إلى الماضي ونحزن ونتنهد على ما فقدناه، ولكن ليس بطريقة نفقد فيها رجاءنا والتمتع بما نبدأ به البوم (جا 7: 10؛ في 3: 13-14).
1. إقامة مذبح الرب 1-3.
2. الاحتفال بالأعياد 4-6.
3. تأسيس الهيكل 7-9.
4. احتفالات التأسيس 10-11.
5. دموع الرجاء مع دموع الحسرة 12-13.

1. إقامة مذبح الرب

وَلَمَّا اسْتُهِلَّ الشَّهْرُ السَّابِعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ فِي مُدُنِهِمُِ
اجْتَمَعَ الشَّعْبُ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ [1].
الشهر السابع يوافق نصف سبتمبر الأخير ونصف أكتوبر الأول. غالبًا بدأوا رحلتهم التي تستغرق ما بين ثلاثة وأربعة أشهر في الربيع.كان الشهر السابع هو شهر الأعياد المقدسة الهامة عند اليهود: أعياد هتاف البوق والكفارة وعيد المظال.
أ. في اليوم الأول يُحتفل بعيد الأبواق (عد 29: 1).
ب. في اليوم العاشر يحتفل بعيد الكفارة العظيم (عد 29: 7).
ج. في اليوم الخامس عشر يُحتفل بعيد المظال حيث يستغرق الاحتفال به سبعة أيام، وفي اليوم الثامن اعتكاف للرب (عد 29: 12).
"اجتمع الكل كرجل واحدٍ إلى أورشليم"، حيث تنبه الكل إلى الحاجة إلى مذبح الرب، القادر أن يحميهم ويسندهم من الرعب الذي حلّ عليهم من شعوب الأراضي. ومن جانب آخر فإنهم محتاجون إلى الاحتفال الجماعي بالأعياد الذي يرد لهم فرحهم في الرب.
اجتمع الكل من كهنة ولاويين وشعب كرجلٍ واحدٍ لإقامة مذبح للرب. وفي العهد الجديد "لما حضر يوم الخمسين كان الجميع معًا بنفس واحدة" (أع 2: 1)، حيث حلّ الروح القدس، ووُلدت كنيسة العهد الجديد، بكونها هيكل الرب المقدس.
حيث يوجد روح الحب والوحدة يعلن الله حضوره، ويقيم مسكنه وسط شعبه.
* ينصحنا الله بذلك ليس فقط خشية أن ينفصل الواحد عن الآخر، وإنما لكي نقدم فيضًا من الحب والاتفاق. فإن كان كيان كل إنسان يقوم على سلام قريبه فلا تقل أقل ولا أكثر من هذا، إذ لا يوجد أقل من أن تحبه ولا أكثر. لكي يستمر الجسم ترى الاختلاف أيضًا واضحًا بين الأعضاء، وعندما يهلك لا تجد ذلك. فالدمار حتمًا يحدث ما لم تعمل الأعضاء الأقل[29].

القديس يوحنا الذهبي الفم
* جميعكم واحد في المسيح يسوع. ليس أن البعض أصحاب معرفة مستنيرون، والآخرين أقل كمالاً في الروحانيات. ليضع كل واحدٍ جانبًا كل الشهوات الجسدية، فتكونوا متساوين وروحيين أمام الرب[30].
القديس إكليمنضس السكندري

وَقَامَ يَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ وَإِخْوَتُهُ الْكَهَنَةُ وَزَرُبَّابَِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَإِخْوَتُهُ،
وَبَنُوا مَذْبَحَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ،
لِيُصْعِدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى رَجُلِ اللهِ [2].
قام يشوع رئيس الكهنة مع إخوته الكهنة وزربابل مع إخوته، أي رجال الدولة إن صح التعبير، لبناء المذبح حتى يقدموا ذبائح ومحرقات للرب ويترنموا له بالتسبيح، بعد أن طالت مدة حرمانهم من تقديم الذبيحة وتعليق قيثاراتهم على الصفصاف.
يشوع هو أول رئيس كهنة بعد السبي. يُذكر اسمه هنا قبل زربابل. لأن العمل هنا خاص بتقديم ذبائح، وهو عمل كهنوتي بحت. بينما في الآية 8 نجد اسم زرُبابل مذكورًا قبل يشوع، لأن العمل خاص ببناء الهيكل، العمل الذي أمر به الملك كورش ويقوم زربابل بتنفيذه.
هنا يظهر التدقيق والالتزام بحفظ الشريعة كما تسلمها موسى رجل الله.
يشير المذبح إلى الحضرة الإلهية، أو بمعنى أدق إلى المصالحة مع الله خلال الذبيحة.
في بناء المذبح اعتراف الشعب بالحاجة إلى التكفير عن الخطايا، وإيمان في مراحم الله غافر الخطايا.
في بناء المذبح رمز للصليب، حيث قدم كلمة الله المتجسد حياته ذبيحة لأجلنا.
يرى القديس أغسطينوس أن الإيمان هو مذبح القلب الداخلي إذ يقول:
[نحن نفهم روحيًا أن الإيمان هو مذبح هيكل الله الداخلي، وإليه يرمز الهيكل المنظور. فكل عطية نقدمها لله سواء نبوة أو تعليم أو صلاة أو تسبحة أو ترنم بالمزامير أو أي عطايا أخرى روحية نابعة عن الذهن لن يقبلها الله إن لم تقدم بإيمان صادق، فتوثق تمامًا وتثبت على هذا المذبح بغير حراك، عندئذ تخرج كلماتنا نقية بلا دنس![31]]
ويتحدث القديس إكليمنضس السكندري عن المذبح الداخلي، فيراه تكريس الجماعة حياتها للصلاة بروحٍ واحدٍ وفكرٍ واحدٍ، إذ يقول: [المذبح السماوي الذي يقوم بيننا هنا هو اجتماع الذين كرسوا حياتهم للصلاة، فيكون لهم صوت واحد وفكر واحد[32].]
وَأَقَامُوا الْمَذْبَحَ فِي مَكَانِهِ.
لأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِمْ رُعْبٌ مِنْ شُعُوبِ الأَرَاضِي
وَاصْعَدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ،
مُحْرَقَاتِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ [3].
"وأقاموا المذبح في مكانه، لأنه كان عليهم رعب" إذ شعروا بخطورة أعدائهم احتموا في مذبح الرب، أي تحت جناحيه، يتكلون على قوته. يلاحظ هنا أنهم بنوا المذبح قبل بناء السور، فهو أهم من السور، وهو السور الخفي الذي يحمي شعب الله. بنوا المذبح قبل الهيكل ليمارسوا شعائرهم، مدركين أن هيكل الرب إنما يقوم على الذبيحة التي تقدس شعب الله، هيكله المقدس.
إن كانت الخطية تربك حياة الإنسان، فيفقد سلامه وأمانه، فإن الله وحده هو ملجأنا وحصننا وسلامنا. "اسم الرب برج حصين، يركض إليه الصديق ويتمنع" (أم 18: 10). وكما يقول المرتل: "إنما هو صخرتي وخلاصي، وملجأي فلا أتزعزع. على الله خلاصي ومجدي، صخرة قوتي، محتماي في الله" (مز 62: 6-7).
اختبر الرسول بولس قوة مذبح العهد الجديد، صليب ربنا يسوع المسيح، فقال: "فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله" (1 كو 1: 18).
ربما يتساءل البعض: إن كانت الذبائح الحيوانية قد أبطلت بتقديم ذبيحة السيد المسيح الوحيدة على الصليب، فما حاجتنا بعد إلى وجود مذبح؟
جاءت الإجابة صريحة في العهدين القديم والجديد:
1. أكدت نبوات العهد القديم إقامة مذبح العهد الجديد الذي لا يرتبط بأورشليم وحدها ولا يقتصر على شعب معين دون غيره. نذكر منها:
أ. قول ملاخي النبي: "لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأمم وفي كل مكان يقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة..." (ملا 1: 10-11). بالتأكيد لا ينطبق هذا القول على بخور العهد القديم وتقدمته، إذ لا يجوز تقديمها في غير أورشليم وبواسطة الكهنة العبرانيين وحدهم!
ب. أعطى إشعياء النبي اهتمامًا خاصًا بمذبح الرب في مصر بقوله: "في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر... فيعرف الرب في مصر، ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة" (إش 9: 19-22).
2. تحدث الرب نفسه في العهد الجديد عن المذبح قائلاً: "متى قدمت قربانك على المذبح" (مت 5: 23-24).
3. إذ قابل القديس بولس بين العبادتين المسيحية والوثنية قال: "لا تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرب ومائدة الشياطين" (1 كو 10: 21). فإن كان قد أشار إلى مذبح الوثنيين بمائدة الشياطين فبالتأكيد يشير إلى المذبح المسيحي بمائدة الرب.
v إنها الذبيحة الجامعة، يقدمها الكاهن الأعظم لله.
هذا الذي قدم نفسه بالآلام من أجلنا لكي يجعل منا جسدًا لرأسٍ عظيمٍ كهذا.
هذه هي ذبيحة المسيحيين، حيث يصير الكل في المسيح يسوع جسدًا واحدًا فريدًا!
هذا ما تقدمه الكنيسة خلال سرّ المذبح!
فإنها وهي ترفع القرابين لله تقدم نفسها قربانًا له![33]
v أنتم فوق المائدة! أنتم داخل الكأس![34]
v إن سر سلامنا ووحدتنا ينشأ فوق مذبحه[35].

القديس أغسطينوس

2. الاحتفال بالأعياد

وَحَفِظُوا عِيدَ الْمَظَالِّ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ،
وَمُحْرَقَةَ يَوْمٍ فَيَوْمٍ بِالْعَدَدِ كَالْمَرْسُومِ أَمْرَ الْيَوْمِ بِيَوْمِهِ [4].
ربما تعرض الشعب للسخرية عندما بدأوا في جمع بقايا المذبح، وقد التفوا حوله لبنائه، فسخرت بهم الشعوب الأخرى. أما هم فلم يبالوا بالسخرية، مدركين ان سّر قوتهم في الذبيحة المقدمة لله.
عيد المظال: حفظوه ليذكروا أنهم كانوا غرباء، فيحيوا بروح الغربة. كان يليق بهم أن يبنوا المذبح ويحتفلوا بعيد المظال، حيث يتقدسون بدم المسيح، مدركين أنهم غرباء في هذا العالم. ويوافق عيد المظال ذكرى تدشين هيكل سليمان وحلول مجد الله فيه (1 مل 8: 2). اهتموا بتقديم محرقات (3: 3-6)، إذ هي محرقة وقود ورائحة سرور للرب" (لا 1: 13).
جاء العائدون من أرض السبي ليجدوا المدينة خرابًا والهيكل كأن لا وجود له، وقد حطَّم رعب الشعوب نفسية شعب الله. ليس من ملجأ لهم سوى الله نفسه.
أخذ زرُبابال التصريح من ملك فارس ببناء الهيكل بما فيه المذبح، لكن عند البناء كان لرئيس الكهنة أن يتقدمه.
محرقة يوم فَيَوْمٍ بالعدد: كان عيد المظال 7 أيام ثم يوم العيد الكبير، وكان لكل يوم عدد معين من الذبائح (عد 29: 13، 17).
وَبَعْدَ ذَلِكَ الْمُحْرَقَةُ الدَّائِمَةُ وَلِلأَهِلَّةِ وَلِجَمِيعِ مَوَاسِمِ الرّبِّ الْمُقَدَّسَة،ِ
وَلِكُلِّ مَن تبرَّعَ بِمُتَبَرَّعٍ لِلرَّبِّ [5].
"وبعد ذلك": من ذلك اليوم فصاعدًا كانوا يقدمون الذبائح يوميًا وفي رأس كل شهر.
"الأهلة ولجميع مواسم الرب": أي الأعياد المحددة.
ابْتَدَأُوا مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِع،ِ
يُصْعِدُونَ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ،
وَهَيْكَلُ الرَّبِّ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَأَسَّسَ [6].

3. تأسيس الهيكل

وَأَعْطُوا فِضَّةً لِلنَّحَّاتِينَ وَالنَّجَّارِين،َ
وَمَأْكَلاً وَمَشْرَبًا وَزَيْتًا لِلصَّيْدُونِيِّينَ وَالصُّورِيِّينَ،
لِيَأْتُوا بِخَشَبِ أَرْزٍ مِنْ لُبْنَانَ إِلَى بَحْرِ يَافَا،
حَسَبَ إِذْنِ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ لَهُمْ [7].
"حسب إذن كورش": لم يتسلط كورش على لبنان، لكنه أذن للإسرائيليين أن يتفاوضوا معهم للحصول على الأخشاب.
وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مَجِيئِهِمْ إِلَى بَيْتِ اللهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي،
شَرَعَ زَرُبَّابَِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَيَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ
وَبَقِيَّةُ إِخْوَتِهِمِ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ وَجَمِيعُ الْقَادِمِينَ مِنَ السَّبْيِ إِلَى أُورُشَلِيمَ،
وَأَقَامُوا اللاَّوِيِّينَ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ،
لِلإِشْرَافِ عَلَى عَمَلِ بَيْتِ الرَّبِّ [8].
حسب ما ورد في سفر العدد 4: 3، 23، 30، 35، 39، 43، 47 يلزم أن يكون اللاوي ليس بأقل من 30 سنة ولا أكثر من 50 سنة، وجاء في عدد 8: 24-25 أن السن المطلوب هو 25 سنة حتى الخمسين، وفي 1 أي 23: 24، 27؛ 2 أي 31: 17؛ عز 3: 8 يبدأ بالعشرين عامًا دون وضع حد أقصى. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هذا الاختلاف نابع عن الظروف المحيطة، فمتى كانت هناك حاجة إلى لاويين والعدد غير كافٍ يُقبل السن الأصغر، ويُسمح بالعمل لمن هم فوق الخمسين القادرين على ممارسته.
وَوَقَفَ يَشُوعُ مَعَ بَنِيهِ وَإِخْوَتِهِ قَدْمِيئِيلَ وَبَنِيهِ بَنِي يَهُوذَا مَعًا،
للمناظرة على عَامِلِي الشُّغْلِ فِي بَيْتِ اللهِ،
وَبَنِي حِينَادَادَ مَعَ بَنِيهِمْ وَإِخْوَتِهِمِ اللاَّوِيِّينَ [9].
يلاحظ في توزيع العمل هنا حسن التخطيط، وتحديد المسئولين عن العمل والعائلات المسئولة عن الأشراف على العمل [9]
"للمناظرة"، أي عينوا اللاويينكمسئولينعنالبناءوالإشرافعلي العمال.
"قي بيتالله"أي المكان المزمع أنيقامعليهبيتالله.
حيناداد لميذكرفيص٢ ربماجاءمنمكانآخر غير بابل أوكانمقيمًافيإسرائيلولميذهب إلى السبي.

4. احتفالات التأسيس

اجتمع النحاتون والبناؤن والنجارون مع الشعب في موقع العمل، وارتدى الكهنة ملابسهم الكهنوتية، وصاروا يبوقون علامة البهجة والتهليل. كان الاحتفال مهيبًا، وعّم الفرح بوضع أساسات البيت.
وَلَمَّا أَسَّسَ الْبَانُونَ هَيْكَلَ الرَّبِّ،

أَقَامُوا الْكَهَنَةَ بِمَلاَبِسِهِمْ بِأَبْوَاق،ٍ
وَاللاَّوِيِّينَ بَنِي آسَافَ بِالصُّنُوجِ،
لِتَسْبِيحِ الرَّبِّ عَلَى تَرْتِيبِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ [10].
كان البناء فيالهيكليتموسطالتسابيحوالترانيم،والكلبملابسهمالكهنوتية،والكهنة بأبواقهم. ود قام داود بوضع نظام دقيق لهذه الأمور.
وَغَنُّوا بِالتَّسْبِيحِ وَالْحَمْدِ لِلرَّبِّ،
لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ.
وَكُلُّ الشَّعْبِ هَتَفُوا هُتَافًا عَظِيمًا بِالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ
لأَجْلِ تَأْسِيسِ بَيْتِ الرَّبِّ [11].
كان البناء يتموسطتسابيحالشكروالرجاءحتىيباركاللهالعملويتممه.

5. دموع الرجاء مع دموع الحسرة

وَكَثِيرُونَ مِنَ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ وَرُؤُوسِ الآبَاءِ الشُّيُوخِ
الَّذِينَ رَأَوُا الْبَيْتَ الأَوَّلَ
بَكُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ عِنْدَ تَأْسِيسِ هَذَا الْبَيْتِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ.
وَكَثِيرُونَ كَانُوا يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بِالْهُتَافِ بِفَرَحٍ [12].
بين خرابالهيكلبيدالبابليينوتجديدهالآنحوالي٥٠ سنة؛فمن المؤكد أن كبارالسنيذكرونالهيكلالقديم،وحينمارأواالهيكلالجديد،وأنهليسفخمًامثل الهيكل السابق بكواعلىمجدهمالقديمالذيضاع،وعلىيأسهممنأنيُبنىهيكلعظيممثل السابق إلا أنهذاليسمقبولاً.فاللهالذيأسسالهيكلالسابققادرأنيعينفىبناءالهيكل الجديد. ونحن ليس منالمقبولأننيأسمهماكانحجمالعملأمامناضخمًا،فاللههوالذي يعين وما عليناإلاأننبدأ،واللهيفرحببداياتنامهماكانتصغيرة(زك ٦:٤). يجب علينا أن نفرحونسبحونشكراللهعلىبداياتأعمالهمعنا.فإذابدأاللهفسيكملوإنكانهناكحزن وبكاء فليكن علىخطاياناوإذابكيناعلىخطايانايتحولهذاإلى فرح (مز30 : 5).
كان أولىبهؤلاءالباكينأنيبكواعلىخطاياهمالتيسببتخرابالهيكل الأول.
وَلَمْ يَكُنِ الشَّعْبُ يُمَيِّزُ هُتَافَ الْفَرَحِ مِنْ صَوْتِ بُكَاءِ الشَّعْبِ،
لأَنَّ الشَّعْبَ كَانَ يَهْتِفُ هُتَافًا عَظِيمًا،
حَتَّى أَنَّ الصَّوْتَ سُمِعَ مِنْ بُعْدٍ [13].
v يا رب لن أتوقف عن تسبيحك، حتى بعد وفاتي.
من يحيا لك وبك لا يموت؛ ولا يقوَ صمت الموت على إسكاته.
إذن، فليتكلم بفمي، ليُكررّ بعد موتي في المستقبل.

القديس مار يعقوب السروجي
v التسابيح الهادئة تدخل بالفكر إلى حالة من الفرح والهدوء.
v إن التسبيح لله هو عمل خاص بالملائكة.

القديس باسيليوس الكبير
v أن تسبح معناه تقدم صلاة مضاعفة.

القديس أغسطينوس
v كن كالجندي واجعل الليلة موسيقية... ترنم بالروح وترنم بالفهم أيضا. اجعل ترنيمتك من وضع المرتل.

القديس جيروم

من وحي عزرا 3

لتسمر صليبك في داخلي!

* احملني معك إلى جبل الجلجثة.
هناك أجتمع مع كل إخوتي بروح واحدة.
نلتف حولك يا رئيس الكهنة الأعظم والذبيحة الفريدة.
تشفع فينا لدى أبيك،
وتقتنينا بدمك الثمين!
* لسنا بعد في حاجة إلى ذبائحٍ حيوانيةٍ،
فصليبك هو قوة الله للخلاص،
صليبك ينزع عنا روح العداوة،
ويقدمنا لله أبيك أبناء له.
* لتغرس صليبك في قلوبنا،
فنصير بالحق هيكلاً مقدسًا لك.
تسكن فيه مع أبيك القدوس وروحك القدوس.
لن يقدر عدو ما أن يرعبنا،
ولا فخ أن يصطادنا،
فإننا مختفون فيك، وأنت ساكن فينا.
* مع كل نسمة نذكر أننا غرباء،
لكن غربتنا تدفعنا للاحتفال بعيد لا ينقطع.
نغترب عن محبة العالم،
فتتعلق نفوسنا بسماواتك.
حياتنا عيد لا ينقطع،
فأنت هو عيدنا الدائم.

katty
katty
نائبة المدير
نائبة المدير

انثى
العمر : 26
الموقع : eygpt
تاريخ التسجيل : 03/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى